حمل قلمه وكتب، بصدق وشفافية نقل الفرح والألم، بين تجاربه الشخصية وتجارب الناس والواقع والخيال، إستطاع أن يوجه رسائل عديدة من خلال كتبه المنوعة التي تحاكي الإنسان، وكلماته الموزونة والهادفة التي تلامس القلب والعقل.
إنه الكاتب مطانيوس ناعسي الذي وقع كتابه الجديد "حرف زائد"، وذلك ضمن المهرجان اللبناني للكتاب - السنة الثامنة والثلاثون - والذي تقيمه الحركة الثقافية - في دير مار الياس في أنطلياس.
رواية "حرف زائد" هي الكتاب الأول الذي أطلقه الكاتب في العام 2004، وأعاد توقيعه بطبعته الجديدة هذا العام، وفي رصيد ناعسي 8 كتب منوعة، نذكر منها "نصفي الآخر" رواية، "طوجو" أقاصيص، "أشعر" خواطر، "ونسبح" (السّباحة وفوائدها) و"ضيعانك يا بلادي فينا" مزيج الشعر بالعامية وبالفصحى و"مات أبي مرتين" خواطر.
موقع "الفن" إلتقى الكاتب مطانيوس ناعسي، وكان لنا معه هذا الحوار.
عما تتحدث روايتك "حرف زائد"؟
الناس يسألون أنفسهم كثيراً عما يفعلونه هنا، "حرف زائد" رواية عن رجل مريض جسدياً أصبح يعتبر نفسه حرفاً زائداً في كتاب الحياة، وتثبت الأيام والتجربة أنه ليس كذلك، بل أنه من صميم هذه الحياة، وإسمه محفور في كتاب الحياة، وهذه الطبعة الثانية من الرواية التي هي روايتي الأولى، والتي أصدرتها في العام 2004، ولكني أوقعها مجدداً بهذه الطبعة الجديدة، وأنا كتبتها الآن لتكون مسلسلاً، آمل أن يبصر النور إن شاء الله.
في "حرف زائد" تبتث شخصية وكيان الرجل، أين المرأة في كتاباتك؟
المرأة لها الدور الأساس في هذه الرواية، ودور كبير في بناء المنزل، وهذه هي الرسالة من الرواية، حتى على الرغم من المصيبة التي من الممكن أن تحل بها، وأنا هنا أقدّر الإرتداد بعد الضياع لفترة مثلما أقدر عدم الضياع تماماً، وحتى أنني ربما أقدره أكثر في بعض الأحيان، لأن في هذا الزمن مغريات كثيرة.
هل تتضمن الرواية قصة حب؟
طبعاً، فيها حب حقيقي، ولكنه يتحول بحكم المرض والتجربة والواقع، أي أنه يحصل أشياء تحول دون هذا الحب، ولكن الأمور تعود وتتغير.
هل روايتك حدثت في الواقع؟
ليست رواية واقعية، ولكنها قصة إجتماعية ممكن أن تحصل كل يوم ومع أي شخص.
هل لازال الناس في هذه الأيام يشترون الروايات ويقرأونها؟
الرواية هي الأكثر طلباً حالياً.
إلى أي مدى تنقل تجارب الآخرين في كتاباتك؟
كل كاتب لديه مزيج من واقعه أو واقع غيره مع الخيال.
لمن تهدي روايتك "حرف زائد"؟
أهديها للمرأة الصامدة والتي تعرف كيف تواجه الصعوبات التي تواجهها في الحياة.
والدتك كانت إمرأة جميلة جداً وكانت صامتة في وجه الصعوبات، إلى أي درجة أثرت في حياتك؟
طبعاً أثرت، ولها مكان في كتاباتي، وهي تشكل بالنسبة لي مثالاً للمرأة الصامدة والصامتة، إلى جانب نساء أخريات، وأنتِ هلا واحدة منهن وأنا أحبك وأقدرك.
هل كتبت قصة حياتك؟
لا، ولكن هناك من يعمل على كتابتها.
في ظل ما نسمعه اليوم من قصائد وأغنيات من هنا وهناك، هل تشعر بأن الكلمة لازالت بخير؟
الناس يحاولون أن يعبروا، ولذلك أصبح هناك إصدارات كثيرة، وعلى الرغم من أن هناك إصدارات لا تكون على المستوى المطلوب، والناس يضيعون في بعض الأحيان أي إصدارات سيختارون، ولكن في المقابل أقول إن هذا دليل صحي وإن الكلمة بخير، وهي تأخذ أشكالاً أخرى، ربما تجد الكلمة اليوم في السينما، فممكن أن تشاهد فيلماً سينمائياً يكون منقولاً عن رواية، وأنا حالياً أحضر دكتوراه عن هذا الموضوع، أي كيف أن الرواية هي منقولة سينمائياً وتلفزيونياً ورقمياً، وهذا أيضاً أدب إنتقل وأخذ شكلاً آخر.
هل لازالت الكلمة تؤثر في الإنسان والمجتمع؟
ربما أصبح هناك تراجع في تأثير الكلمة، وذلك نظراً إلى كثرة الكلام، ولكن في الوقت نفسه إذا نظرت إلى مواقع التواصل الإجتماعي ترى أن تأثيرها كبير على المجتمع، لا يمكنك أن تسقط هذا الأمر من حساباتك، فهذا أيضاً كلام أخذ شكلاً آخر، فاليوم إن أبديت رأيك على هذه المواقع، وأنا وغيري قمنا بالأمر نفسه، بذلك نشكل رأياً عاماً، فكل الناس أصبحوا إعلاميين ولديهم إعلامهم الخاص ويصلون إلى الناس.